التهاب الأنف التحسسي: أسباب، أنواع، أعراض، فحوصات وعلاج
التعريف: حساسية الأنف، يتم تعريف التهاب الأنف سريرياً باجتماع اثنين أو أكثر من أعراض اضطرابات الأنف التالية: رشح الأنف (إفرازات مائية)، انسداد (احتقان) أنفي، عطس و هرش. أما مصطلح "الالتهاب التحسسي للأنف" فيطلق عندما تحدث تلك الأعراض كنتيجة للتعرض لمواد مهيجة ومسببة للحساسية وينتج عنها ظهور الوسيط المناعي IgE.
الأسباب والعوامل المساعدة والمواد المهيجة
أ. العوامل المهيئة لحدوثه- الاستعداد الوراثي: هذا هو أكثر الأسباب تأكيداً بعد البحث والدراسة، وقد تم التعرف على الجين المسئول عن تلك العملية (5q, 11q, and 12q).
- العيش في الدول المتقدمة: حيث شيوع التلوث وتغيرات المناخ، وحتى النظافة الشخصية الجيدة تُعتبر من العوامل المساعدة.
المُهيجات المعروفة عالمياً ومحلياً تشمل الأتربة المنزلية، العث، العشب، حبوب لقاح الأشجار وبعض الأعشاب الضارة، الحيوانات المنزلية الأليفة والصراصير وبعض الفطريات، وحشرات الفراش المشهورة كما بالصورة.
نسبة وأوقات حدوثه
تختلف المصادر في تحديد نسبة انتشار التهاب الأنف التحسسي من 1 إلى 40%، وتتفق في كونه يمكن أن يكون موسمياً فقط في أوقات تغير الفصول وخصوصاً دخول فصل الربيع، أو يكون دائماً أو يكون كلاهما.
تصنيف وأنواع الالتهاب التحسسي
- النوع المُتقطع: تستمر الأعراض أقل من 4 أيام في الأسبوع ويستمر المرض ككل أقل من 4 أسابيع.
- النوع المستمر: أعراضه تستمر لأكثر من 4 أيام في الأسبوع ويستمر المرض أكثر من 4 أسابيع ككل.
كلا النوعين السابقين يمكن أن يكون بسيطاً، متوسطاً أو عنيفاً من حيث شدة الأعراض، كالتالي:
أ. الدرجة البسيطة: يكون نوم المريض طبيعياً، ويستطيع الذهاب إلى العمل أو المدرسة طبيعياً، ويمارس نشاطاته المعتادة دون مشاكل.
بـ. الدرجتان المتوسطة والعنيفة: يُعاني المريض من مشاكل في النوم ولا يستطيع ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي كما يصبح غير قادر على ممارسة عمله أو الذهاب للمدرسة مثلاً بسلاسة.
طريقة حدوث المرض (باثولوجياً)
النوع الأول من فرط الحساسية.
- تكون الحساسية: يتم تلقّي العامل المهيج بواسطة خلايا "لانجرهانز" مما يثير خلايا B المناعية لإنتاج الوسيط المناعي IgE ويتم تخزين معلومات هذا المُهيّج.
- لاحقاً، عند التعرض لنفس المهيج مرة أخرى، يحدث رد الفعل المناعي (الطور المبكر) بإفراز وسائط كيميائية مثل الهيستامين والليوكوتريينز والبروستاجلاندين، والتي بدورها تُسبب العطس والسعال والهرش والرشح وانسداد الأنف.
- ثم يحدث الطور المتأخر في حوالي 50% من المرضى والذي تدخل فيه خلايا أخرى مثل الخلايا الحمضية والقاعدية، والMast cells والخلايا الليمفاوية وخلايا أخرى.
أعراض التهاب الأنف التحسسي
- هرش بالأنف وعطس متكرر.
- سيلان رشح وإفرازات مائية من الأنف.
- انسداد الأنف سواء في منخر واحد أو في المنخرين.
- زكام وفقدان كلي أو جزئي لحاسة الشم.
- ربو شعبي: حيث أن معظم مرضى الربو الشعبي يُعانون التهاب الأنف التحسسي وحوالي ثلث مرضى الالتهاب التحسسي مصابون بالربو الشعبي.
العلامات (يكتشفها الطبيب بالفحص)
- شحوب وتورّم الطبقة المخاطية للأنف.
- إفرازات مائية غزيرة.
- تورّم وانتفاخ قاعدة الأنف.
- قد تظهر حُبيبات في جدار الأنف جرّاء الحساسية.
الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص
- صورة دم وفحص عينة من مخاط الأنف.
- اختبار وخز الجلد: يتم حقن الساعد بإبرة تم تمرير العديد من المهيجات المعروفة فيها، والانتظار لبضع دقائق. في حال كان المريض لديه حساسية لهذه المهيجات فعلاً فستظهر دائرة حمراء محاطة بدائرة من التورم، وهذا يؤكد ما تم استنتاجه من التاريخ المرضي للمصاب.
- اختبار تحدّي الأنف: عن طريق رش المهيجات داخلها.
علاج التهاب الأنف التحسسي
أ. العلاج بالأدوية والوقاية
- تجنب التعرض للمواد المهيجة للحساسية تماماً.
- تقنية تهبيط الحساسية عن طريق تعريض المريض لجرعات ضئيلة من المادة المهيجة تزيد تدريجياً ليتمكن جسمه من تكوين المضاد المناعي "IgG" بدلاً من "IgE" وهو جسم مضاد مانع للحساسية.
- مثبطات الخلايا المناعية: عن طريق إعطاء المريض "صوديوم كروموجليكات" رش بالأنف 4-6 مرات يومياً.
- يوصف للمريض مضادات هستامين مثل "لوراتيدين"، "أستمازول" أو "فيكسوفينادين" سواء أقراص للتناول بالفم أو رذاذ للرش في الأنف.
- الكورتيزون ومشتقاته: مستحضرات الكورتيزون الموضعية تعتبر العلاج الأمثل لحالات التهاب الأنف التحسسي، لكن قد يحتاج المريض لتناولها عن طريق الفم أيضاً.
- يوصف أيضاً "Ipratropium bromide" لعلاج الرش المائي الشديد.
- يمكن وصف مضادات الاحتقان نقط بالأنف، لكن لفترة قصيرة لا تزيد بأي حال عن 5 أيام لتفادي الاحتقان الارتدادي.
- مضادات احتقان عن طريق الفم (إفيدرين).
- مؤخراً ظهرت "Antineutrinos" وهي فعالة ضد الاحتقان والتورم وأيضاً مفيدة في الحالات التي تظهر فيها حُبيبات في جدار الأنف.
بـ. العلاج الجراحي
- تصغير حجم قاعدة الأنف.
- جراحة الجيوب الأنفية بالمناظير لعلاج الحبيبات الجيبية.
- قديماً كان يتم استئصال العصب الفيديني لكن تلك العملية لا تُجرى حالياً.
تعليقات
إرسال تعليق